لعبة الأولويات: كيف نعلّم طفلنا يختار صح من قلبه بعقل ووعي؟

ترتيب الأولويات مو بس "أنا لازم أعمل كذا قبل كذا"، هو مهارة عميقة تبدأ من فهم القيم اللي في داخل الطفل، ومن وعيه بنفسه وباللي حوله.

الولد اللي يعرف يرتب أولوياته، يكون كأنه عنده بوصلة داخلية تدله وين يمشي، حتى في المواقف الصعبة.

ليش ترتيب الأولويات مهم؟

الحياة مليانة خيارات، وكل يوم الطفل يواجه قرارات: يذاكر ولا يلعب؟ يساعد أخوه ولا يظل لحاله؟ يقول الحقيقة ولا يسكت؟

القدرة على اختيار اللي "ينفعه وينفع غيره" وتقديم المهم على السهل هي مهارة تحتاج تدريب وصبر.

كيف نعلّم الطفل هالمهارة؟

مش بس نعطيه أوامر، ولا نقوله "لازم تذاكر"، لكن نعلّمه كيف يفكر ويشوف الأمور من قلبه وعقله مع بعض

✔️ اللعب مش بس لعب

العبوا مع الطفل لعبة الأولويات. جهزي أوراق مكتوب فيها نشاطات يومية: مذاكرة، لعب، مساعدة، قراءة، راحة…خليه يختار ويرتب حسب ما يحسّه صح له في ذلك اليوم

✔️ الحوار مهم

بعد ما يرتب، اسأليه:

• ليش اخترت ذا أول؟

• كيف تحس لما تختار هالشيء؟

• تفتكر كيف راح يأثر عليك وعلى اللي حواليك؟

هذا الحوار يعلّمه يربط قراراته بقيمه ومشاعره

✔️ الصبر والتكرار

مهارة ترتيب الأولويات تنمو مع الوقت، كل يوم تجربة جديدة، وكل مرة يتعلم أكثر

✔️ نعزز عنده الإحسان

نذكر الطفل دايمًا إن اختيارنا لما نعمل الصح مو بس عشان الناس تشوفنا، لكن عشان ربنا يرانا ويرضى عنا

هذا يزرع فيه ضمير حيّ ووعي عميق

الجانب العلمي

في علم النفس التربوي، أبحاث ليف فيغوتسكي تؤكد إن الطفل يتعلم أفضل لما يشارك بشكل فعلي في حل مشاكله اليومية،التجارب العملية أكثر ثباتًا من مجرد سماع كلام

وكمان، مهارات التنظيم التنفيذي (Executive Function) مثل التخطيط وترتيب الأولويات جزء أساسي من نمو الطفل العقلي، وتساعده يتحكم في سلوكه وينفذ قراراته بنجاح.

خلاصة

ترتيب الأولويات مو بس موضوع تنظيم وقت، هو قرار عميق ينبع من وعي الطفل بنفسه وبقيمه وبربه

نعلم الطفل هالمهارة من خلال لعب وتكرار وحوار، مع تذكيره دايمًا بالإحسان والنية الصادقة

وهذا متعب، بس هو تعب يفيد، ويخلق طفل قوي من جوه، اختياراته صادقة، وحياته متزنة